الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.سورة الأعلى: .فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة: .فصل في فضل السورة الكريمة: قال مجد الدين الفيروزابادي:فضل السّورة:فيه أَحاديث لا يصحّ منها سوى ما رواه عُقْبَة: لما نزل {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} قال صلى الله عليه وسلم: «اجعلوها في ركوعكم»، ولما نزل {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعلى} قال صلى الله عليه وسلم: «اجعلوها في سجودكم».ومن الضَّعيف المتروك حديث أُبي: «مَنْ قرأها أَعطاه الله من الأَجر عشر حسنات بعدد كل حرف أَنزله على إبراهيم، وموسى، ومحمّد صلى الله عليه وسلم».وقال: «مَنْ قرأها أَعطاه الله ثواب الشاكرين، وله بكلّ آية قرأها ثوابُ الصّابرين».وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبّ هذه السّورة، ويقرأ بها في صلاة الوِتْر.ويروى أَنَّ أَوّل من قال سبحانه ربِّى الأعلى ميكائيل، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَخبِرنى عن ثوابِ مَنْ قالها في صلاته أَو غير صلاته، فقال يا محمّد ما مِن مؤمن، ولا مؤمنة يقولها في سجوده، أَو في غير سجوده، إِلاَّ كانت له في ميزانه أَثقلَ من العرش، والكرسىّ، وجبال الدنيا، ويقول الله تعالى: صدق عبدى، أَنا الأعلى، دونى كلُّ شيء، أَشهدوا ملائكتى أَنِّى قد غفرت لعبدى، وأُدخله في جنتى، وإِذا مات زاره ميكائيل يوماً، يوماً، فإِذا كان يوم القيامة حمله على جَناحه، فيوقفه بين يدى الله عزَّ وجلّ فيقول: يارب شفِّعنى فيه، فيقول: قد شفَّعتك فيه، إذهب به إِلى الجنَّة». اهـ..فصل في مقصود السورة الكريمة: .قال البقاعي: سورة الأعلى وتسمى سبح، قال الملوي: وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها لكثرة ما اشتملت عليه من العلوم والخيرات- مقصودها- إيجاب التنزيه للأعلى سبحانه وتعالى عن أن يلحق ساحة عظمته شيء من شوائب النقص كاستعجال في أمر من إهلاك اللكافرين أو غيره أو العجز عن البعث أو إهمال الخلق سدى يبغي بعضهم على بعض بغير حساب، أو أن يتكلم بما لا يطابق الواقع أو بما يقدر أحد أن يتكلم بمثله كما أَذِنَتْ بذلك الطارق مجملا وشرحته هذه مفصلا، وعلى ذلك دل كل من اسمها سبح والأعلى. اهـ..قال مجد الدين الفيروزابادي: .بصيرة في: {سبح اسم ربك الأعلى}: السّورة مكِّيّة.آياتها تسعَ عشرة بالإِجماع.وكلماتها ثمان وسبعون.وحروفها مائتان وإحدى وسبعون.فواصل آياتها على الأَلف.سمّيت سورة الأعلى؛ لمفتتحها..مقصود السّورة: بيان عُلُوّ الذات، والصّفات، وذكر الخِلْقة، وتربية الحيوانات، والإِشادة بالثمار، والنبات، والأَمنُ مِن نَسْخ الآيات، وبيان سهولة الطاعات، وذل الكفَّار في قَعْر الدّركات، والتحضيض على الصّلاة والزَّكات، وفى الدنيا بقاءُ الخيرات، وفى الآخرة بقاءُ الدّرجات، في قوله: {وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وأبقى}.السّورة محكمة. اهـ..فصل في متشابهات السورة الكريمة: قال مجد الدين الفيروزابادي:ومن المتشابه:قوله: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعلى الَّذي خَلَقَ}، وفى العلق: {اقرأ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذي خَلَقَ} زاد في هذه السّورة: {الأعلى}؛ مراعاة للفواصل وفى هذه السّورة: {خلق فسوى}، وفى العلق {خلق الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ}. اهـ..فصل في التعريف بالسورة الكريمة: .قال ابن عاشور: سورة الأعلى:هذه السورة وردت تسميتها في السنة سورة: (سبح اسم ربك الأعلى) ففي (الصحيحين) عن جابر بن عبد الله قال: قام معاذ فصلى العشاء الآخرة فطوَّل فشكاه بعض من صلّى خلفه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أفتَّان أنتَ يا مُعاذ أين كنتَ عن سبح اسم ربك الأعلى والضّحى» اهـ.وفي (صحيح البخاري) عن البراء بن عازب قال: «ما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة حتى قرأتُ {سبح اسم ربك الأعلى} في سورٍ مثلها».وروى الترمذي عن النعمان بن بشير: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيد ويوم الجمعة {سبّح اسم ربك الأعلى} و{هل أتاك حديث الغاشية}».وسمتها عائشة «سَبِّح». روى أبو داود والترمذي عنها: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر في الركعة الأولى سَبِّح) الحديث. فهذا ظاهر في أنها أرادت التسمية لأنها لم تأتي بالجملة القرآنية كاملة، وكذلك سماها البيضاوي وابن كثير. لأنها اختصت بالافتتاح بكلمة (سبح) بصيغة الأمر.وسماها أكثر المفسرين وكتاب المصاحف (سورة الأعلى) لوقوع صفة الأعلى فيها دون غيرها.وهي مكية في قول الجمهور وحديث البراء بن عازب الذي ذكرناه آنفاً يدل عليه، وعن ابن عمر وابن عباس أن قوله تعالى: {قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى} (الأعلى: 14-15) نزل في صلاة العيد وصدقةِ الفطر، أي فهما مَدنيتان فتكون السورة بعضها مكي وبعضها مدني.وعن الضحاك أن السورة كلها مدنية.وما اشتملت عليه من المعاني يشهد لكونها مكية وحسبك بقوله تعالى: {سنقرئك فلا تنسى} (الأعلى: 6).وهي معدودة ثامنة في ترتيب نزول السور عند جابر بن زيد نزلت بعد سورة التكوير وقبل سورة الليل. وروي عن ابن عباس وعكرمة والحسن أنها سابعة قالوا: أول ما نزل من القرآن: اقرأ باسم ربك، ثم ن، ثم المزمل، ثم المدثر، ثم تَبَّتْ، ثم إذا الشمس كورت، ثم سبح اسم ربك. وأما جابر بن زيد فعد الفاتحة بعد المدثر ثم عد البقية فهي عنده ثامنة، فهي من أوائل السور وقوله تعالى: {سنقرئك فلا تنسى} ينادي على ذلك.وعدد آيها تسع عشرة آية باتفاق أهل العدد.أغراضها: اشتملت على تنزيه الله تعالى والإِشارة إلى وحدانيته لأنفراده بخلق الإِنسان وخلق ما في الأرض مما فيه بقاؤه.وعلى تأييد النبي وتثبيته على تلقي الوحي.وأن الله معطيه شريعة سمحة وكتاباً يتذكر به أهل النفوس الزكية الذين يخشون ربهم، ويُعرض عنهم أهل الشقاوة الذين يُؤثرون الحياة الدنيا ولا يعبأون بالحياة الأبدية.وأن ما أوحي إليه يُصدِّقُه ما في كتب الرسل من قبله وذلك كله تهوين لما يلقاه من إعراض المشركين. اهـ..قال سيد قطب: تعريف بسورة الأعلى:في رواية للأمام أحمد عن الإمام على- كرم الله وجهه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب هذه السورة: {سبح اسم ربك الأعلى}.. وفي صحيح مسلم أنه كان يقرأ في العيدين ويوم الجمعة بسبح اسم ربك الأعلى، و{هل أتاك حديث الغاشية}. وربما اجتمعا في يوم واحد فقرأهما..وحق لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحب هذه السورة وهي تحيل له الكون كله معبدا تتجاوب أرجاؤه بتسبيح ربه الأعلى وتمجيده، ومعرضا يحفل بموحيات التسبيح والتحميد: {سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي أخرج المرعى فجعله غثاء أحوى}.. وإيقاع السورة الرخي المديد يلقي ظلال التسبيح ذي الصدى البعيد..وحق له صلى الله عليه وسلم أن يحبها، وهي تحمل له من البشريات أمرا عظيما. وربه يقول له، وهو يكلفه التبليغ والتذكير: {سنقرئك فلا تنسى- إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى- ونيسرك لليسرى فذكر إن نفعت الذكرى}.. وفيها يتكفل له ربه بحفظ قلبه لهذا القرآن، ورفع هذه الكلفة عن عاتقه. ويعده أن ييسره لليسرى في كل أموره وأمور هذه الدعوة. وهو أمر عظيم جدا.وحق له صلى الله عليه وسلم أن يحبها، وهي تتضمن الثابت من قواعد التصور الإيماني: من توحيدالرب الخالق وإثبات الوحي الإلهي، وتقرير الجزاء في الآخرة. وهي مقومات العقيدة الأولى. ثم تصل هذه العقيدة بأصولها البعيدة، وجذورها الضاربة في شعاب الزمان: {إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى}.. فوق ما تصوره من طبيعة هذه العقيدة، وطبيعة الرسول الذي يبلغها والأمة التي تحملها.. طبيعة اليسر والسماحة..وكل واحدة من هذه تحتها موحيات شتى؛ ووراءها مجالات بعيدة المدى.. اهـ..قال الصابوني: سورة الأعلى:مكية.وآياتها تسع عشرة آية.بين يدي السورة:* سورة الأعلى من السور المكية، وهي تعالج بإختصار المواضيع الآتية:1- الذات العلية وبعض صفات الله جل وعلا، والدلائل على القدرة والوحدانية.2- الوحي والقرآن المنزل على خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم وتيسير حفظه عليه.3- الموعظة الحسنة التي ينتفع بها أهل القلوب الحية، ويستفيد منها أهل السعادة والإيمان.* ابتدأت السورة الكريمة بتنزيه الله جل وعلا، الذي خلق فأبدع، وصور فأحسن، وأخرج العشب، والنبات، رحمة بالعباد {سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى} الآيات، ثم تحدثت عن الوحي والقرآن، وآنست الرسول صلى الله عليه وسلم بالبشارة بتحفيظه هذا الكتاب المجيد، وتيسير حفظه عليه، بحيث لا ينساه أبدا {سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى}* ثم أمرت بالتذكير بهذا القرآن، الذي يستفيد من نوره المؤمنون، ويتعظ بهديه المتقون، {فذكر إن نفعت الذكرى سيذكر من يخشى ويتجنبها الأشقى} الآيات.* وختمت السورة ببيان فوز من طهر نفسه من الذنوب والآثام، وزكاها بصالح الأعمال {قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى} إلى نهاية السورة الكريمة.فائدة:روى البخاري عن البراء رضي الله عنه أنه قال: «أول من قدم علينا من أصحاب النبي مصعب بن عمير وابن أم مكتوم فجعلا يقرآننا القرآن، ثم جاء عمار، وبلال، وسعد، ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين أي من المهاجرين ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم به صلى الله عليه وسلم، حتى رأيت الولائد والصبيان يقولون: هذا رسول الله قد جاء، فما جاء حتى قرأت {سبح اسم ربك الأعلى} في سور مثلها» البخاري كتاب التفسير. اهـ..قال أبو عمرو الداني: سورة الأعلى عز وجل 87:مكية وقال جويبر عن الضحاك هي مدنية.وقد ذكر نظيرتها في جميع العدد.وكلمها اثنتان وسبعون كلمة ككلم العلق.وحروفها مائتان وأحد وسبعون حرفا.وهي تسع عشرة آية في جميع العدد ليس فيها اختلاف...ورءوس الآي: {الأعلى}.1- {فسوى}.2- {فهدى}.3- {المرعى}.4- {أحوى}.5- {تنسى}.6- {يخفى}.7- {لليسرى}.8- {الذكرى}.9- {يخشى}.10- {الأشقى}.11- {الكبرى}.12- {ولا يحيى}.13- {تزكى}.14- {فصلى}.15- {الدنيا}.16- {وأبقى}.17- {الأولى}.18- {وموسى}. اهـ.
|